في ذكرى الإمام الباقر (ع) | شعر :عبد الهادي الحكيم
قال أحد الشعراء القدامى:
"إِذَا طَلَبَ النَّاسُ عِلْمَ القُرَانِ |
كَانَتْ قُرَيْشٌ عَلَيهِ عِيَالاَ
|
وَإِنْ قِيلَ أَيْنَ ابْنُ بِنْتِ النَّبِيِّ |
تَلَقَّتْ يَدَاهُ فُرُوعاً طِوَالا
|
نُجُومٌ تُهَلِّلُ لِلْمُدْلِجينَ |
جِبَالٌ تُوَرِّثُ عِلْماً جِبَالا"* |
وَإِنْ غُمَّ يَوْماً هِلاَلُ (الكَلامِ) |
أَطْلَعَ مِنْ شَفَتَيهِ الهِلالا
|
أَوِ التَهَبَتْ بِالحِوارِ العُقُولُ |
تَفَيَّأهُ العَالمَون ظِلاَلا
|
تُؤَرِّقُهُمْ مُعْضِلاَتُ العُلُومِ |
فَيَبتَدِرونَ إِليْهِ عُجَالىَ
|
فَيَسْبِرُ غَوْرَ الصِّعَابِ الشِّدَادِ |
- أَضْنَاهُمُ عُمْقُهُنَّ- ارْتِجَالا
|
وَإمَّا يُنَاجِي "بَهاء" الإِلهِ |
يَضَّوَعُ "الذِّكْر" شِعْراً حَلاَلا
|
كَمَا يَتَفَتَّقُ نُورُ الصَّبَاحِ |
يَنْفَتِقُ الحُبُّ عَنْهُ ابتِهَالا
|
وَإمَّا ظَمِئْنَ كُوُؤسُ الفَقَاهَةِ |
وَاشْتَعَلَ القَلْبُ مِنْهَا اشْتِعَالا
|
أَدَارَ لَهُنَّ سِوَاهُ الهَوَاءَ |
وَأَتْرَعَهُنَّ سَرَاباً وَآلا
|
وَيُتْرِعُهُنَّ (الإِمامُ مُحَمَّدُ) |
شَهْدَاً وَغَالِيَةً وَزُلاَلا
|
"يُحَرِّرُهُنَّ فُرُوعاً" فُروَعاً |
وَيُسْرِجُهُنَّ شُمْوعَاً طِوَالا
|
وَيَخْضِبُهُنَّ بَوِشْيِ المَقَالِ |
وَيَنْظِمُهُنَّ عُقُوداً تَلاَلا
|
تَقَاسَمْنَ شَتَّى فُرُوعِ الحَيَاةِ |
وَمَا يَتَجَدَّدُ حَالاً فَحَالا
|
يُصَحّحِنَ مَا حَرَّفَ المُدَّعُونَ |
زَيْفَاً وَمَا انْتَحَلُوهُ انْتِحَالا
|
وَمَا زَخَرَفَ الوَاضِعُونَ الجُنَاةُ |
لِحُكَّامِهِمْ بِدْعَةً وَظَلاَلا
|
وَمَا حَرَّفُوهُ لِيَغْدُو الحَرَامُ |
-كَمَا يَشْتَهِيْ الأُمَرَاءُ- حَلاَلا
|
كَأَنَّ فِعَالَ الطُّغَاةِ العُتَاةِ |
وَمَنْ يَتَوَلَّوْنَ مِنْهُ تَعَالى
|
يَقُلْنَ لَنا هذِهِ هذِهِ |
شَرِيعَةُ طَهَ، وإِلاّ فَلاَ، لاَ
|
* الأبيات لمالك بن أعين الجهني من شعراء القرن الثاني الهجري.
و(بهاء الاله) إشارة لدعاء البهاء في سحر شهر رمضان لانه مروي عنه (ع).