ومن دون ذكر الاسم سرد الشيخ العسكري في محاضرته عددا من الردود العلمية على من أشكل على القرآن الكريم والدين بشكل عام ، حيث استشهد في مستهل رده بحديث لأمير المؤمنين تعرض فيه للرويبضة في حديث نصه ، عن ابن نباتة، قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: إن بين يدي القائم سنين خداعة، يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويقرب فيها الماحل [وفي حديث] وينطق فيها الرويبضة.
قلت: وما الرويبضة وما الماحل؟ قال: أما تقرؤن القرآن قوله " وهو شديد المحال " (3) قال: [يريد المكر] فقلت: وما الماحل؟ قال: يريد المكار. (بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٥٢ - الصفحة ٢٤٥ )
يقول ابن منظور: الرويبضة : هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها ، والغالب أنه قيل للتافه من الناس لِربُوضِه في بيته، وقلة انبعاثه في الأمور الجسيمة .
حيث يبين ( عليه السلام ) أموراً ستصير في مستقبل الأيام وهي حاصلة في واقعنا المعاصر، منها: أن يتمكن التافه من الكلام ، مع أن الأصل أن لا يتكلم إلا العاقل الحكيم ، ومما يزيد المشكلة عمقاً ومساحة أن يكون هذا وأمثاله ممن يتناول أمور الجماهير فيساهم في تضليل الرأي العام .
هكذا استهل الشيخ العسكري الموسم العاشورائي ضمن سلسلة – كما نوه إلى ذلك – لبيان تفاهة هذا الاتجاه الذي يمثل امتدادا لاتجاهات اندثرت وعفا عليها الزمن بفضل المتصدين الواعين الذين الجموا أمثال هؤلاء من أصحاب الترف الفكري ، وهنا دعوة مفتوحة لمتابعة الردود على تلك الشبهات من على منبره والتي يحسبها صاحب الدعوة ماءً .
تلك الشخصيات الممسوخة التي تعيش في غيبوبة عن الحاضر وقد أفقدتهم البصيرة رؤية الآثار والدلائل وان تمنطقت ويظن المتحلقون حولها ان رؤيتها الصواب .
إن تناول هذا المفهوم والانطلاق به إلى حيث الواقع يمثل ( الرسالة ) التي من أجلها وجد المنبر وبه تتحقق رسالته .