---

محليات

 المجرمون يكرهون التاريخ ..هدم قبور البقيع إنموذجا

الاربعاء May / 10 / 2023
المقالات التي يتم نشرها تعبر عن رأي صاحبها ولا تُعبر عن وجهة نظر الوكالة

بقلم: سامي جواد كاظم

 

عملية هدم مراقد البقيع ظاهرها انها عملية ضد الامامية الشيعة واثارة الفتن الطائفية، ولكن نظرة دقيقة لهذا العمل الاجرامي ـ عملية هدم مراقد الائمة عليهم السلام ـ سنستدل على خفايا غير المعلن والمتداول بين المسلمين.

 

دائما المجرم عندما يقترف جريمة يعمل جاهدا على اخفاء كل ما يستدل على جرمه، على عكس من يقوم بالأعمال السليمة فإنها تبقى شاهدة واثر على اعماله.

 

بعد استشهاد الحسين عليه السلام وبدأوا بالسلب والنهب جيش يزيد مع دناءة نفوسهم لأتفه الامور فانهم قاموا بحرق الخيم بما فيها من افرشة وحاجيات يستخدمها اهل البيت والصحابة، ولم يفكروا بسرقتها بالرغم من قيمتها المادية، السبب ان في الخيم رسائل القوم الذين كتبوا للحسين (عليه السلام) ولو خرجت للملأ لافتضح امرهم فقاموا بالحرق بدلا من التفتيش وخوفا من التسريب.

 

الامر ذاته بالنسبة للأمريكان عندما ادعوا ان العراق يمتلك اسلحة دمار شامل، قدم ديفيد كي رجل الاستخبارات الامريكية تقريره بعد ثلاثة اشهر من التفتيش الى الكونغرس فقام الكونغرس بإخفائه وجعله سري، وعندما اجتمع مجلس الامن لدراسة تداعيات الحرب واسبابها على العراق توصلوا الى معلومات تفضح البيت الابيض لذا صدر قرار بخزن هذه المعلومات ويمنع الاطلاع عليها الا بعد ستين سنة، وذلك لان التقارير تاريخ ادانة للمجرم بوش ومن شاركه قتل العراقيين.

 

الخلاصة المجرمون يعملون على عدم ترك اي اثر لإجرامهم ، ومن هذا المنطلق فان قبور الائمة عليهم السلام علامة بارزة في البقيع بخلاف غيرهم ممن دفنوا في نفس المقبرة ، ومن يلاحظ هذه القبور فانه يسال عن اصحابها بينما البقية الذين يحاول التاريخ رسم صورة براقة لهم فان قبورهم لا تدل على ذلك ولان قبورهم مهجورة بل البعض منها الحقت بالبقيع لغاية سيئة فان المسلم يسال عن سبب هذا الهجران.

مستبصرة جزائرية استبصرت الى مذهب اهل البيت (عليهم السلام) بسبب قبور البقيع عندما رأت الوهابية تمنع الحجاج من الوصول او الوقوف على قبور الائمة (عليهم السلام)، فالذين هدموا القبور ليس لهم تاريخ مشرف والا الذي لديه تاريخ مشرف يفتخر بكل اثر له، ولهذا السبب ترى كثير من المقامات والمراقد لأهل البيت (عليهم السلام) بل وحتى لاتباع اهل البيت (عليهم السلام) لها اثار خالدة ـ طبعا لا يعني ان كلها صحيحة بل فيها غير صحيحة ولكن للمكانة التي تتمتع بها اثار اهل البيت (عليهم السلام) كثرت هكذا امور ـ واما الادعاء بان الشيعة يعبدون القبور فان هذا الامر اوهن من بيت العنكبوت لان العقيدة لا تتمثل بالمادة وهاهم حجاج اهل البيت (عليهم السلام) ينادون لبيك اللهم لبيك، والرد على هكذا ادعاء لا يستحق الكتابة.

 

ليس المرقد فقط بل هنالك مواقع اثرية تدل على عراقة التاريخ يحاول المختصون المحافظة عليها، وهنالك اثار تدل على بشاعة الطغاة عندما تكون تحت سلطة الطغاة فيكون مصيرها الإندثار وعندما تكون تحت سلطة العقلاء فانهم يحتفظون بها للاستدلال على بشاعة فاعليها. اليوم فرنسا ترفض اعادة جماجم الشهداء الجزائريين الذين اعدمتهم في باريس لأنه فضيحة لإجرامهم، بمعنى الكلمة تمكنوا من قبور الائمة (عليهم السلام) لكنهم لم يتمكنوا من علومهم فان تمكنوا من قبر السجاد (عليه السلام) فانهم لم يتمكنوا من الصحيفة السجادية و رسالة الحقوق، وان تمكنوا من قبر الامام الصادق (عليه السلام) فانهم لم يتمكنوا من علومه التي ملأت الآفاق وتحدث عنها الآلاف، والباقر (عليه السلام) كذلك وجدهم الحسن (عليه السلام) اولهم وأم البنين (عليها السلام) التي لها دور مشرف مع عيال امير المؤمنين (عليه السلام)، هدموا قبرها ويقف وهابي يمنع من يقوم برمي ورقة صغيرة على قبرها ورأيت بأم عيني زائر رمى ورقة على قبرها فذهب راكضا ليرفعها ويتلفها ويضعها في جيبه، طبعا اشكره لأني لم اكن اعرف اين قبر ام البنين رضوان الله تعالى عليها.

 

الخلاصة المجرمون يكرهون التاريخ